ديفيد فورمولو – النجم الإيطالي يتألق في بلاده

ترعرعت في بلدة نيغرار الشمالية في إيطاليا، ولطالما كانت رياضة الدراجات شغفي في الحياة، لذا فقد ركبت الدراجات الهوائية منذ سنوات الأولى، حيث كنت أستكشف الريف الإيطالي على دراجتي وأنغمس في عالمي الصغير الفريد. كنت طفلاً نشيطاً جداً، وغالباً ما كنت أحتاج إلى إيجاد أنشطة جديدة أبدِّد فيها الطاقة كانت تتدفق فيَّ. وقد وجدت في رياضة الدراجات غايتي، وسرعان ما أصبحت أكبر شغف لي في الحياة. وعندما تحولت إلى قيادة الدراجات بشكل احترافي بدلاً من كونها مجرد هواية، كان والداي مستعدَّين لدعمي ومساعدتي، وأوصلاني إلى السباقات في جميع أنحاء البلاد. لذا، لم أكن لأصبح دراجاً محترفاً لولا التضحيات التي قدَّماها من أجلي.

أما اليوم، فأجد نفسي بين زملائي الدراجين في فريق الإمارات نشارك معاً في جولة إيطاليا، وهي جولة تكتسي أهمية أكبر قليلاً بالنسبة إليَّ نظراً إلى كونها حدثاً رئيسياً في بلادي. كما أنها تمثل سباقاً فريداً لأسباب عديدة، أبرزها الطرق الساحرة عبر الريف والجبال الإيطالية، وشغف الجماهير الإيطالية وتشجيعهم لنا على جانبي الطريق في كل مرحلة، فضلاً عن مستوى المنافسة العالي. غالباً ما يُنظر إلى جولة فرنسا على أنها قمة تقويم رياضة الدراجات، لكن جولة إيطاليا بدورها تحتل مكانة حصرية في قمة التقويم.

كان أداء فريقنا طيباً في الجولة حتى الآن، لكننا لم نتمكن بعدُ من تحقيق الفوز على أرضنا. ورغم أنني اعتليت منصة التتويج إلى جانب زميلي غافيريا في مراحل مختلفة، إلا أننا لم نحقق الإنجازات التي نطمح إلى تحقيقها. كان فوزي بالمركز الثالث في المرحلة السابعة نتيجة مرضية بالنسبة إليَّ في سباق يقام في بلادي، لكنني كنت أتمنى أن أفوز في المرحلة، وقد بذلت فيه قصارى جهودي، لكن السباق كان صعباً جداً. صحيح أنني كنت أحد أقوى الدراجين المتخصصين بسباقات التسلق، لكن فريق جامبو-فيزما يتمتع بدراجين قدَّما أداء قوياً وخاضا معركة حماسية جداً. ومع وصولنا إلى مسافة التسلق الأخيرة، كنت قادراً على الانطلاق وتحقيق بعض التقدُّم، لكنهما تمكنا من استعادة الصدارة قبل نهاية سباق السرعة الذي يتطلب مهارات خاصة، ما اضطرني إلى تقبُّل الفوز بالمركز الثالث.

لا تزال الأجواء في الفريق إيجابية جداً مع دخولنا الأسبوع الأخير من الجولة. وما زال هدفنا تحقيق نتائج إيجابية في المراحل المتبقية، ونحن نعمل معاً في الفريق كعائلة واحدة لتحقيق أهدافنا. أشعر بامتياز كبير لوجودي في تشكيلة فريق الإمارات، إذ قضيت بعضاً من أفضل السنوات في مسيرتي الرياضية كعضو في هذا الفريق.

نحن نتطلع الآن إلى تحقيق هدفنا الكبير التالي، أي الفوز في جولة فرنسا. وبفضل وجود تادي وغيره من الدراجين المميزين، فإننا نتمتع بما يلزم للفوز بهذه الجولة، ونطمح إلى اجتياز خط النهاية في باريس والفوز بلقب الجولة للعام الثالث على التوالي، إذ سيكون هذا إنجازاً مذهلاً! من منظور شخصي، سأحظى بقسط من الراحة بعد اختتام جولة إيطاليا بغية استعادة طاقتي، ثم سأخوض سباقات جولة بولندا وجولة إل لومبارديا في نهاية العام. أما على مستوى الفريق، فسنواصل تحقيق الفوز في كل السباقات التي سنخوضها، ففريقنا يتمتع بذهنية ترى في الفوز هدفاً أساسياً لن نحيد عنه!

وأخيراً، أرغب في توجيه الشكر للشعب الإماراتي على دعمه المستمر لفريقنا. لقد زرت دولة الإمارات عدة مرات حتى الآن، وفي كل زيارة ألمس زيادة الشغف برياضة الدراجات. هذا أمر نلمسه جميعاً في الفريق، وهو يلهمنا لتقديم أفضل ما في وسعنا لتمثيل شعب الإمارات العربية المتحدة خير تمثيل على المسرح العالمي.