News | Team • أبريل 23, 2025
تاديج بوجاكار يعود للتألق ويتوج بلقب فليش والون
بطل العالم يحقق لقبه الثاني على قمة " مور دو هوي " بعد هجوم حاسم عند منعطف كلود كريكليون، وينفرد بالصدارة حتى خط النهاية متقدمًا بفارق 10 ثوانٍ
بعزيمة واضحة ورغبة جامحة في اعتلاء منصة التتويج من جديد، قدّم تاديج بوجاكار أداءً استثنائياً مكّنه من التفوق على جميع منافسيه والفوز بلقب “لا فليش والون” بعد ظهر الأربعاء، محققًا بذلك انتصاره الثاني في هذا السباق خلال ثلاث سنوات.
واستعاد درّاج فريق الإمارات – إكس آر جي، اعتباره بعد حصوله على المركز الثاني في سباق أمستل جولد يوم الأحد، وذلك من خلال أداء مذهل في لا فليش والون، حيث شنّ هجومًا حاسمًا قبل 500 متر من نهاية صعود “مور دو هوي”، قاطعًا خط النهاية بفارق يقارب 10 ثوانٍ عن أقرب منافسيه.
وجاء الهجوم بينما كان لا يزال جالسًا على دراجته، ليُطلق العنان لقوته ويبتعد عن المجموعة دون أن يُلحق به أحد حتى النهاية. اللافت أن انطلاقته جاءت عند المنعطف المسمى تكريمًا للأسطورة كلود كريكوليون، بطل السباق مرتين، وكما فعل البطل البلجيكي من قبل، توّج بوجاكار بلقب فليش والون مرتديًا قميص بطل العالم بألوان قوس القزح.
ويصبح بوجاكار بذلك أول درّاج يحقق هذا الإنجاز منذ جوليان ألافيليب في عام 2021، ومع اقتراب موعد سباق لييج–باستون–لييج يوم الأحد المقبل، يبدو السلوفيني في قمة جاهزيته للمنافسة على لقبه الثالث في لا دوين. وقد شكّل انتصاره في سباق منتصف الأسبوع فوزه الثالث خلال ست مشاركات فقط في الكلاسيكيات الربيعية لهذا الموسم، حيث لم يغب الدراج البالغ من العمر 26 عامًا عن منصة التتويج في أي من تلك السباقات.
وعلى بعد عشر ثوانٍ من دراج فريق الإمارات على قمة “مور دو هوي”، انتزع كيفين فوكلان المركز الثاني لصالح فريق آركيا–بي آند بي هوتيلز، بينما أكمل توم بيدكوك من فريق Q36.5 برو سايكلينغ منصة التتويج بحلوله ثالثًا بفارق 12 ثانية. وعقب خط النهاية، بادر كلا المنافسين بتهنئة بوجاكار، في لحظة جسّدت روح الاحترام المتبادل بين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، الذين تجاوزوا تحديات الطقس وأظهروا أفضل ما لديهم في سباق الأربعاء.
وكما حدث في نسخة العام الماضي من سباق فليش والون، لم ترحم الأجواء البلجيكية المجموعة، إذ واجه الدراجون أمطارًا متواصلة، ورياحًا قوية، ودرجات حرارة منخفضة، ما أجبرهم على ارتداء السترات الواقية ومعدات الطقس السيئ حتى اللحظات الأخيرة من السباق. وفي الوقت الذي استعرضت فيه المجموعة المتقدمة قوتها أمام عدسات الكاميرا، كانت فرق الإمارات – إكس آر جي وسودال كويك-ستيب وليدل-تريك تتولى دفة القيادة في المجموعة الرئيسية.
وقد بذل فيغارد ستايك لانغن ودومين نوفاك جهداً كبيراً في قيادة وتحديد وتيرة السباق خلال المراحل الوسطى لدعم الفريق الإماراتي.
وتدريجيًا، بدأت المجموعة الرئيسية تلتحق بالمجموعة المتقدمة، ومع اقتراب السباق من الطرق الصاعدة النهائية، لم يصمد في المقدمة سوى ثلاثي نرويجي قوي أظهر شجاعة لا تُضاهى، بينما آثر كثيرون في الخلف الاحتماء بسيارات الفرق للحصول على ملابس جافة وكوب من الشاي الساخن. ومرة أخرى، أثبت سباق فليش والون أنه سباق لا يرحم، في نسخة اتسمت بالأمطار والرياح العاتية، لكن كما جرت العادة، جاء الحسم على المنعطفات الحادة لصعود “مور دو هوي”، حيث انكشف البطل الحقيقي للسباق.
يذكر أن يُعتبر صعود “مور دو هوي”، بنسبة ارتفاع تدريجي تبلغ 9.7% لمسافة 1.3 كيلومتر، من بين أكثر التلال رهبة في سباقات الدراجات، حيث يتحوّل كل عام في أواخر أبريل إلى مسرح لمواجهة محتدمة بين أفضل دراجين الطرق الصاعدة. ومنذ عام 2003، لم يتمكن أي دراج من المجموعة المتقدمة حسم لقب فليش والون، ومع اقتراب المجموعة الرئيسية بسرعة نحو الصعود الأخير يوم الأربعاء، بدا جليًا أن مصير السباق سيتحدد مجددًا في الكيلومتر الأخير، على المنحدر الذي لا يرحم.
كما استفاد بوجاكار من العمل الجماعي المتقن لفريق الإمارات – إكس آر جي، الذي منحه أفضلية استراتيجية قبيل الدخول إلى المنحدرات الحاسمة. وقد افتتح فيليكس غروسهارتنر المهمة، قبل أن يتسلمها بافيل سيفاكوف وبراندون ماكنولتي، حيث لعبا دورًا محوريًا في إبقاء بوجاكار في موقع مثالي للهجوم في التوقيت المناسب. وربما كان الأداء الأبرز خلال السباق من نصيب جان كريستين، الذي تعرض لحادث سقوط قبل 40 كيلومترًا من النهاية، لكنه أظهر عزيمة استثنائية بعودته السريعة إلى مقدمة السباق، ليدعم قائده قبل الصعود الأخير.
وقاد كريستين بطل العالم إلى بداية صعود “مور دو هوي”، قبل أن يفرض إيقاعًا ناريًا أنهك غالبية المجموعة الرئيسية.
وفي النصف الأول من صعود “مور دو هوي”، تألق كريستين بشكل لافت، مقدّمًا عرضًا قويًا أعاد به اسمه إلى الواجهة بعد غيابه عن السباقات. عاد الدراج السويسري الشاب، البالغ من العمر 20 عامًا، إلى المنافسات بأسلوب مبهر عقب تعافيه من السقوط العنيف الذي تعرّض له في سباق “فون-أرديش كلاسيك”. وفي بلجيكا، لم يكتف كريستين بأداء دور الممهد لهجوم زميله، بل أنهى السباق في المركز الثالث عشر.
ومع اقتراب مجهود كريستين من نهايته، حاول بن هيلي، درّاج فريق إي إف إديوكيشن – إيزي بوست، قلب الموازين بهجوم من بعيد، منطلقًا بقوة من مقدمة المجموعة الرئيسية. إلا أن بوجاكار كان في كامل تركيزه، فراقب التحرك عن كثب وهو لا يزال جالسًا على دراجته، قبل أن يرد بهجومه الخاص. ومع كل ضغطة على دواسته، بدأ الفارق يتسع بشكل واضح بينه وبين منافسيه، حتى بدا جليًا خلال بضع مئات من الأمتار أن الهجوم الفاصل قد انطلق، وأن السباق وجد بطل نسخته دون أدنى شك.
وقف بوجاكار على دراجته الكولناجو، مضاعفًا قوته عبر أصعب انحدارات الصعود، ليعزز تقدمه ويحقق فوزه الثاني في سباق فليش والون. وبعد عبوره خط النهاية، توجه السلوفيني بكلمات الشكر لزملائه في الفريق، مشيدًا بتفانيهم في العمل الجماعي، قبل أن يوجّه تركيزه نحو سباق “لييج-باستون-لييج” يوم الأحد المقبل.
ويقول بوجاكار: “إنه شعور رائع حقًا أن أفوز مجددًا هنا في هذا السباق النهائي الصعب. إنه طريق صاعد جميل، لكن كدراج، لا يعجبني كثيرًا. اليوم أيضًا، لم يكن الطقس مثاليًا، لذا كان سباقًا صعبًا للغاية، وتحقيق الفوز يعني الكثير”.
“كانت ظروف السباق قاسية، وكانت من أصعب الكيلومترات النهائية في رياضة ركوب الدراجات. كان الجو باردًا بعض الشيء، والظروف قاسية بشكل عام. أنا سعيد جدًا لأنني تمكنت من الفوز اليوم، لأن الفريق جاء إلى هنا للعمل على تحقيق هذا الهدف، وسعيد جدًا لأنني قدمت لهم أداءً جيدًا.
كان تقدمي في السباق ممتازًا حتى آخر بضع مئات من الأمتار مع براندون وجان. وعندما اقترب هيلي من يساري، سرّعتُ قليلاً، ونظرتُ تحت كتفي ولاحظتُ أن لا أحد استطاع التمسّك بعجلة دراجتي. حاولتُ التسارع أولًا، وعندما رأيتُ أنه لا أحد يتبعني، كرّستُ كل جهدي نحو القمة.
“بالطبع تنافسنا اليوم كفريقٍ واحدٍ متناغم، والتزمنا بالخطة بدقة، رغم صعوبة السباق وقوة المنافسين. سنخوض سباق الأحد بتشكيلةٍ مشابهة من الحالية، وأنا واثق من قدرتنا على تقديم أداء مميزٍ مجددًا والسعي للفوز هناك أيضًا.”
نتائج سباق لا فليش والون2025:
1.تاديج بوجاكار (فريق الإمارات – إكس آر جي) 4:50:15
2.كيفين فوكلان (آركيا–بي أند بي هوتيلز) +10”
3. توم بيدكوك (Q36.5) برو سايكلينغ+12”