News | Team يونيو 26, 2024

تاديج بوجاكار: هل يصنع التاريخ في طواف فرنسا

مرحباً تاديج. لقد مر على فوزك الكبير بسباق جيرو دا إيطاليا بضعة أسابيع، والآن وبعد أن انتهاء السباق، كيف ترى الانتصار الذي حققته في إيطاليا؟

 

“كان الانتصار الذي حققته في سباق جيرو دا إيطاليا شعوراً لا يُصدق، سأظل معتزاً به طوال حياتي. فمشاركتي في سباق جيرو لأول مرة تجربة تعني لي الكثير، حيث حققت الفوز بطريقة مدهشة، وكان هذا أحد أكبر انتصاراتي حتى الآن، شعرت حينها بسعادة غامرة لأنني استطعت الاحتفال مع أفراد الفريق الذين رافقوني لمدة ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى معسكرات التدريب التي سبقتها. أشعر دوماً أن فريقي مثل العائلة، فهو يعني لي الكثير. لذلك كانت تلك اللحظة مع الفريق لحظة خاصة للغاية، جعلتني استمتع بالتجربة الرائعة بكل المقاييس!”

 

استمر سباق جيرو دا إيطاليا لمدة ثلاثة أسابيع شاقة. نعلم أنك لم يكن لديك سوى بضعة أسابيع فقط بين نهاية سباق جيرو دا إيطاليا وبداية سباق طواف فرنسا، فكيف تمكنت من التعافي؟

 

“بعد سباق جيرو، حصلت على فترة استراحة قصيرة وتناولت أنواع الطعام الجيد التي أحبها. ولكن كان هناك بعض الأمور التي يجب عليّ القيام بها في المنزل، لذا عدت إلى موناكو مباشرة بعد السباق استعداداً لسباق طواف فرنسا. كنت متحمساً للغاية للعودة إلى دراجتي فور وصولي إلى المنزل. فقمت خلال الأسبوع الأول ببعض الرحلات السهلة إلى المقهى والعودة إلى المنزل، وكان ذلك ممتعاً للغاية. بعدها بدأت أشعر بتحسن سريع وشرعت في القيام ببعض التدريبات الجيدة بعد فترة وجيزة من سباق جيرو.”

 

إلى أي مدى ترى أن الابتعاد عن الدراجة بالنسبة لك بعد طواف جراند تور كان مهماً، حتى وإن كان ذلك لبضعة أيام، لاستعادة توازنك العقلي والجسدي؟

 

“ربما يحتاج الإنسان أن يتوقف عن ممارسة الرياضة من وقت لآخر لتحقيق التعافي العقلي الذي لا يقل أهمية عن التعافي البدني، ومن ثم يتحقق التوازن بين العقل والجسد. أحياناً قد أحتاج فقط إلى الابتعاد عن الدراجة لبعض الوقت. أحب أن آخذ قسطاً من الراحة من خلال قضاء الوقت في المنزل مع الأصدقاء وتناول الآيس كريم أو تناول عشاء لذيذ. خلال تواجدي في المنزل بعد سباق جيرو دا إيطاليا شاهدت العديد من المسلسلات الجيدة. لقد كان الوقت يمر سريعاً، ثم شعرت بالانتعاش وكنت مستعدًا للاستعداد لسباق فرنسا للدراجات”.

 

من المقرر أن يبدأ سباق طواف فرنسا يوم السبت، حيث يستعد عشاق سباق الدراجات في جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأفضل المنافسات على مدار ثلاثة أسابيع. كيف ترى مستواك قبل طواف فرنسا؟

 

“أتطلع بشغف كبير إلى انطلاق سباق طواف فرنسا، وأرى أنه سيكون بداية مميزة بالنسبة لي بعد فوزي في سباق إيطاليا، لاسيما وأن الطواف أيضاً سيبدأ في إيطاليا، ذلك أنا متحمس للغاية! أشعر أنني قد حققت تقدماً كبيراً منذ الانتهاء من سباق جيرو، وأصبح مستواي أفضل بكثير مما كنت أتوقعه، حيث قمت بتدريبات مكثفة واختبارات لقوتي على الدراجة، وبكل بصراحة، لم أكن أشعر أبداً بمثل هذه اللياقة على الدراجة من قبل. لذلك، أتطلع بحماس لاختبار هذا التحسن الذي أظن أنني حققته منذ سباق جيرو دا إيطاليا، وعلى كل حال فأنا واثق أنني في حالة جيدة، وكل شيء على ما يرام.”

 

توقفت استعداداتك لسباق طواف فرنسا في العام الماضي بعد الحادث الذي تعرضت له في لييج-باستون-لييج. إلى أي مدى أثرت تلك الإصابة عليك من الناحية الجسدية والنفسية في سباق العام الماضي؟

 

“كان العام الماضي مختلفاً تماماً بسبب الإصابة التي تعرضت لها. فلا أحد يستعد لسباق طواف فرنسا بهذه الطريقة إلا إذا كان يتعافى من إصابة معينة، لاسيما وأن الأمور لم تسير بشكل جيد بالنسبة لي بعد الحادث في لييج. الآن أستطيع أن أعرف من وقف بجانبي ومن تخلى عني في تلك الأزمة. لا أخفي أني مررت بلحظات من الخيبة والطاقة السلبية، وكل ذلك أثر على استعدادي لسباق طواف فرنسا – فلم أكن واثقًا بنسبة 100٪. وصلت إلى لحظة معينة تراكمت فيها كل الأمور وكادت تدفعني للانهيار، ربما كان ذلك خلال سباق الزمن الفردي في كومبلو، بعدها شعرت أنني مرهق تماماً، وظننت حينها أنني لا استطيع التعافي. وبعد سباق طواف فرنسا، كانت لدي بطولة العالم التي لم تسر بشكل جيد بالنسبة لي، ومررت بلحظات عصيبة. لكن لحسن الحظ، تمكنت من التعافي وإنهاء الموسم بشكل جيد. وشاركت هذا العام أيضاً في سباق جيرو، مما جعل التحضير له مختلفاً عن استعدادي لسباقات طواف فرنسا السابقة – حيث أدركت أني بحاجة إلى التدريب والتعافي بعض الشيء، والنشاط في أيام التدريب الهامة والراحة في الأيام السهلة.”

 

رأينا أنك انطلقت وهاجمت منذ البداية في سباق جيرو دون أن تضيع أي وقت. هل ستكون خطتك مشابهة في طواف فرنسا؟

 

“في جيرو، نجحت خطتنا بشكل جيد، لذلك سنرى كيف تسير الأمور. لا أستطيع الخوض كثيراً في التفاصيل الآن، لكن كل ما أستطيع قوله أن اليومين الأولين سيكونان صعبين للغاية، خاصة وأن اليوم الثاني سشيهد السباق على الطريق الصاعد في سان لوكا. أعتقد أنه بعد هاتين المرحلتين، ستتضح المؤشرات حول مواقع المتسابقين، ومن ثم سنقرر كيفية التعامل مع الأيام التالية.”

 

مع تعافي خصوم بارزين مثل ريمكو إيفينبويل ويوناس فينجيجارد وبريموز روجليتش من الإصابات، كيف تتوقع مستواهم في طواف فرنسا القادم؟ هل تعتقد أن هذا السباق سيكون الأكثر تنافسية على الإطلاق؟

 

“لقد تعرض يوناس لإصابة بالغة، وكان الأمر صعباً للغاية، لكنني أعتقد أنه سيكون على ما يرام. إذا تمكن من التعافي النفسي والجسدي، فسيكون بالتأكيد في أفضل حالاته. رأينا أن ريمكو وبريموز كانا في حالة جيدة في دوفين، ولكن ربما لا يزال من المبكر بالنسبة لريمكو أن يصل إلى التعافي بنسبة 100%، لكن بريموز كان بالفعل في حالة ممتازة. أعتقد أنهم جميعاً سيكونون في أعلى مستوياتهم في السباق، وسيكون الطواف تنافسياً للغاية، ولكن كما تعلمون لا يمكن التنبؤ بمستوى الخصم، لاسيما وأن أجسادنا لا يمكن توقعها؛ ومثال على ذلك ما حدث في العام الماضي حيث اعتقدت أنني في حالة ممتازة بنسبة 100%، لكن تلك الحالة الممتازة كانت في بعض الأيام، وجاءت أيام أخرى لم أكن مستعداً.”

 

يمتد سباق جراند تور لثلاثة أسابيع من الصعود والهبوط حيث يكون التوقيت عاملاً مهماً في هذه المنافسة. بناءً على تجربتك، هل هناك مراحل تعتقد أنها ستكون حاسمة هذا العام؟

 

“بالنسبة لشخص مثلي، أشعر بالألم حال خسارتي في طواف فرنسا، لكن ذلك يمنحني المزيد من الدافع والرغبة في الفوز به مجدداً. ولا شك أن تكرار المركز الثاني مرتين زاد من حماسي وإصراري. لذك، يجب أن أكون مستعداً في كل مرحلة، فلا يمكنك التنبؤ متى سيكون خصومك في أفضل حالاتهم – فربما يكون ذلك في الأسبوع الأول أو الثاني أو الأخير. ومن هنا أعتقد أن كل مرحلة ستكون حاسمة هذا العام، وسوف يقاتل أعضاء الفريق لتحقيق الهدف المشترك والفوز.”

 

لن ينتهي طواف فرنسا هذا العام في باريس لأول مرة منذ أكثر من قرن. إلى أي مدى تعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على السباق؟

 

“أعتقد أن الاختلاف سيكون في الأيام الثلاثة الأخيرة، فهي صعبة حقاً. قد نرى بعض المتسابقين يعودون إلى ديارهم قبل الوصول إلى نيس. كما ستتطلب الأيام الثلاثة الأخيرة الكثير من الحسابات والتكتيكات بين المتنافسين على التصنيف العام، وقد يفكر البعض في الحفاظ على طاقتهم لليوم الأخير، لاسيما وأن الطواف ادخر لنا سباق الزمن الأعنف على الإطلاق في المرحلة النهائية، والتي أعتقد أنها ستغير مجريات السباق بشكل كبير.”

 

سوف تشهد المرحلة 21 سباق زمن فردي غاية في الصعوبة، ومن المقرر أن تنتهي في مدينة نيس. إلى أي مدى تشعر بالحماس لإنهاء السباق بالقرب من موطنك، وهل ركزت بشكل إضافي على سباقات الزمن استعداداً للمرحلة النهائية؟

 

“إنه شعور مميز للغاية. فقد دأبت في بعض الأحيان هذا العام على الذهاب في جولة سهلة بالدراجة إلى نيس والعودة منها، حيث يمكنك بالفعل أن تشعر بأجواء طواف فرنسا حتى قبل خمسة أشهر من انطلاقه! أشعر بأنني محظوظ بتواجدي هناك، ولا شك أن انتهاء السباق في نيس سيكون أمراً رائعاً، على الرغم من حرارة الجو والرطوبة التي تسود المكان في يوليو وأغسطس، فأنا أعلم الطقس هناك جيداً. سيكون الأمر صعباً بلا شك، وأتوقع أن يعاني الكثير من الدراجين من التعب والإرهاق، لاسيما مع وجود طريقين صاعدين في سباق الزمن. سيكون الأمر شديد الصعوبة بالتأكيد؛ ولكن بعد الانتهاء من السباق يمكنني ركوب دراجتي إلى المنزل لأنال قسطاً من النوم! لقد تدربت لساعات طويلة بعيداً عن الدراجة وركزت أيضاً على التدريب بالدراجة استعداداً لسباق الزمن، لكنني لم أجرِ أي تغييرات كبيرة – فقط أصبحت أكثر تنظيماً في تدريبي على سباق الزمن. كما استعدت الكثير من الثقة بعد جيرو، خصوصاً بعد بطولة العالم الكارثية العام الماضي.”

 

يُقال أنك المرشح الأوفر حظاً للفوز بطواف فرنسا هذا العام، وهذا الكلام منتشر بالفعل. هل يزيد هذا من الضغوط عليك؟

 

“الجميع يتوقع مني الفوز بطواف فرنسا كل عام، ومع ذلك لم أفز بالنسختين الأخيرتين. كما يترافق طواف فرنسا دائماً مع ضغوط كبيرة، فهو أكبر سباق في العالم، ولهذا السبب فأنا أنضج وأتعلم من تجاربي وأخطائي من خلال هذا السباق، ولا أتوقف عن التحسن عقلياً وجسدياً، وأشعر أنني في مستوى متميز الآن. بالطبع، أنا ألعب هذه الرياضة أيضاً للاستماع، وعندما يتوقف استمتاعي بالسباق على الدراجة، ربما أفكر في الاعتزال. لذا، أسعى دائماً للاستمتاع لأطول فترة ممكنة، وأشعر أنني بحالة جيدة الآن. ولكن على أية حال دعونا نرى كيف سيبدو هذا المستوى الجيد عند التعض لضغط المسابقات.”

 

إذا تمكنت من الفوز في طواف فرنسا، فسيحب المشجعون رؤيتك تتنافس في فوليتا إسبانيا. هل هذا أمر قد تفكر فيه، خاصة مع إقامة الألعاب الأولمبية وبطولة العالم هذا العام أيضًا؟

 

“لا، لا أعتقد ذلك. في يوم من الأيام، أتمنى أن أرتدي القميص الأحمر، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أن مشاركة في جيرو والطواف وفويلتا ليست في خططي هذا العام. الفوز بجميع الطوافات الكبرى يبقى هدفًا رئيسيًا بالنسبة لي، لكن تحقيق ذلك في نفس العام قد يكون أمرًا مجنونًا بعض الشيء. كما ذكرت أيضاً، ستقام الألعاب الأولمبية هذا العام ويوجد بطولة العالم أيضًا. أعتقد أننا سنفكر بالأمر بعد انتهاء الطواف، لكن الأولوية الرئيسية لدينا ستكون بطولة العالم.”

 

بعد حصولك على المركز الثالث العام الماضي، ما مدى حماسك للفوز ببطولة العالم هذا العام؟ هل يمكنك مشاركتنا أفكارك حول مسار سباق هذا العام؟

 

” بعد أن حققت المركز الثالث في بطولة العالم العام الماضي، أنا متحمس جدًا للفوز هذا العام وأود أن أعيد المحاولة.  أعجني مسار السباق هذا العام حقًا، فسويسرا بلد جميل والمفترض أن تكون الطرق جيدة والتلال الصغيرة جميلة، سيكون سباقًا صعبًا بالتأكيد. وأحلم أن أحصل على قميص قوس القزح.”

 

ختاماً، ما مدى حماسك لرؤية مشجعي فريق الإمارات بأعداد كبيرة في جميع مراحل طواف فرنسا؟

 

“انتظر بفارغ الصبر لرؤية مشجيعينا مجدداً! إن الدعم الذي يقدمونه لنا في كل سباق لا يصدق، وبإمكاني أن أقول بصدق أننا نشعر به في هذه السباقات الكبيرة ويعزز من أدائنا بشكل كبير. وآمل أن نتمكن من جعلكم فخورين بنا جميعًا. أنا متحمس وأشعر أنني بحالة جيدة لذا أتطلع أن تقديم عرضًا رائعًا لكم خلال طواف فرنسا.”