News | Team • أبريل 13, 2025
بوجاكار في المركز الثاني وفيرميرش في المركز الخامس في ملحمة باريس-روبيه
بطل العالم تاديج بوجاكار يخوض معركة شرسة مع ماثيو فان دير بول في أول ظهور له في سباق باريس-روبيه، ليحل في المركز الثاني بعد أن قدم أداء استثنائيًا مليئًا بالجهد والعزيمة
في ما يُعرف بـ “أحد الجحيم”، أصبح تاديج بوجاكار أول بطل طواف فرنسا يصعد إلى منصة التتويج في باريس-روبيه منذ إيدي ميركس في عام 1975. وبعد معركة مثيرة مع ماثيو فان دير بول (ألباسين-ديكونينك)، أنهى بطل العالم السباق في المركز الثاني على مضمار روبيه، مُسجلاً اسمه في سجلات تاريخ هذا السباق الأسطوري.
وبينما احتفل ماثيو فان دير بول بفوزه الثالث على التوالي، تمكن بوجاكار من التغلب على الأعطال الميكانيكية وحادث السقوط ليعبر خط النهاية منفردًا في المركز الثاني. أما خلفه، أظهر زميله في فريق الإمارات-إكس آر جي، فلوريان فيرميرش، عزيمة كبيرة ليحقق المركز الخامس، مواصلًا أداءه القوي في سباقات الربيع الكلاسيكية.
وطوال فترة بعد الظهر، خاض بوجاكار وفان دير بول معركة ملحمية، حيث تبادلا الهجمات بشكل مستمر، مما جعل هذه النسخة من السباق تُخلّد في الذاكرة للأجيال القادمة.
وبعد أن دمر بوجاكار وفان دير بول وماس بيدرسن من فريق ليدل-تريك مجريات السباق في طريقهم إلى ترويه دارينبيرج، بدا أن الفائز سيأتي من مجموعة مختارة. وأصبح هذا الاحتمال أكثر وضوحًا مع تقدم بوجاكار وفان دير بول كثنائي متصدر، لكن بطل العالم انحرف عن المسار في منعطف إلى اليمين، مما أتاح لفان دير بول فرصة أخذ المبادرة والانفراد بالصدارة حتى عبور خط النهاية.
لكن رفض بوجاكار أن يؤثر العطل على خططه، فاندفع بكل قوته في مطاردة فان دير بول. ولو لم يحدث العطل الميكانيكي بينما كان الفارق يبلغ 20 ثانية، لكان السباق قد انتهى بنهاية مثيرة. ومع ذلك، اضطر بوجاكار لتغيير دراجته والتركيز على ضمان المركز الثاني. وبذلك، حقق أفضل نتيجة لفريق الإمارات-إكس آر جي في سباق المونيمينت “جحيم الشمال”.
وأما في المراحل المبكرة من السباق، فرض فريق الإمارات-إكس آر جي حضوره في المقدمة قبل دخول أول قسم من المسار المرصوف بالحصى، حيث سعى كل من نيلس بوليت وتيم ويليـنز للانضمام إلى المجموعة المتقدمة. وفي النهاية، تمكن ثمانية دراجين من التقدّم، بينما ركز الفريق الإماراتي على تصعيب وتيرة السباق من الصفوف الخلفية. ومع اشتداد الرياح التي هددت بتشكيل انقسامات في الصفوف، تقدم تاديج بوجاكار إلى مقدمة المجموعة، متناوبًا القيادة مع زملائه، في مسعى لتجنّب الحوادث وتأمين موقع آمن في مقدمة السباق.
وعلى بُعد 150 كيلومترًا من خط النهاية، كانت “ملكة السباقات الكلاسيكية” قد دخلت بالفعل في مرحلة التفكك، حيث عانى عدد من النجوم البارزين مثل فيليبو غانا (إينيوس غريناديرز)، ووت فان آرت (فيسما – لييس آيه بايك)، وياسبر فيليبسن (ألبسين – ديكونينك) من حوادث سقوط أو أعطال ميكانيكية. وبعد قرابة 20 كيلومترًا، ارتفعت حدة السباق بشكل ملحوظ، حيث بادر بوليت بهجوم، تبعه زميله أنطونيو مورغادو الذي ساهم بزيادة الضغط، قبل أن يتقدم بوجاكار بنفسه إلى المقدمة، معلنًا بداية الهجوم الجاد ومغيرًا ملامح السباق.
وجاء أول هجوم من الدراج السلوفيني قبل الوصول إلى مسار ترويه دارينبيرج الأسطوري، ليبدد مبكرًا أي شكوك بشأن قدرته على التألق في أصعب سباقات اليوم الواحد في الموسم. وبمهارة وثقة تليق بحامل قميص قوس القزح، اجتاز بطل طواف فرنسا ثلاث مرات الحصى المرصوفة بسلاسة أشبه بانسياب الماء، مؤكدًا أنه وُلد ليبرع في هذه التحديات.
ومع انطلاق بوجاكار في أول هجوم له، راقبه فان دير بول بدقة وحذر، بعيني صقر لا يفوته شيء. وسرعان ما اشتد التنافس بينهما وتبادلا الهجمات، بينما بدأت المجموعة الرئيسية بالتفكك تحت وطأة الضغط المتزايد. وبعد القضاء على المجموعة المتقدمة، تشكلت مجموعة ضمّت كلًا من بوجاكار وفان دير بول وفيليبسِن وبيديرسن وستيفان بيسيجير (من فريق ديكاتلون AG2R لا مونديا)، فيما كان فيرميش يواصل التقدم بقوة ضمن المجموعة الثانية.
وبعد أن عانى بيديرسن من ثقب في الإطار، عاد بوجاكار ليشن هجومًا جديدًا، مما دفع فان دير بول للانفصال معه في صدارة السباق. وانضم إليهما في وقت لاحق فيليبسِن، ومع تبقي 65 كيلومترًا على خط النهاية، أصبح من الواضح أن الفائز في هذا السباق سيكون من بين هذه المجموعة. وفي محاولة لعدم الوصول إلى النهاية برفقة زميليه من فريق آلبيسين-ديكونينك، أطلق بوجاكار هجومًا قويًا على القسم الشهير لمونس-إن-بيفيل، ليتفوق على فيليبسِن بشكل نهائي.
وفي لحظة بدا فيها أن الفائزين بسباق ميلانو-سانريمو وسباق فلاندرز لهذا العام لا يمكن تفرقتهم، تعرض بوجاكار لضربة قاتلة. إذ دخل المنعطف الأيمن بسرعة مفرطة، ما دفعه لتجاوز الزاوية وسقط على الأرض. ومع اضطراره لتغيير دراجته وسط الفوضى، وجد دراج فريق الإمارات-إكس آر جي نفسه أمام تحدٍ كبير لمحاولة اللحاق بفان دير بول في الصدارة.
ثم أصبح التحدي أكثر صعوبة عندما تعرض بوجاكار لثقب آخر في الإطار الأمامي، مما كان بمثابة الضربة القاضية في سعيه للفوز بالسباق. ورغم ذلك، أظهر بطل العالم عزيمة قوية، حيث واصل التقدم بكل ما لديه من طاقة، ليعبر خط النهاية في المركز الثاني. وعندما سقط السلوفيني على الأرض داخل مضمار روبيه، كان لديه الوقت ليشاهد زميله في الفريق، فيرميش، ينطلق نحو المركز الخامس.
وكان الدراج البلجيكي قد خاض معركة مثيرة خاصة به، حيث تنافس مع فان آرت وبيديرسن، ليكونوا الثلاثة الأكثر قوة بين المطاردين خلف الصدارة. ومع اقترابهم من خط النهاية بجانب اثنين من أبرز الأسماء في الانطلاقات السريعة، بذل فيرميش أقصى جهده ليظهر سرعته في آخر 20 كيلومترًا، إلا أن محاولته باءت بالفشل. رغم ذلك، عبوره خط النهاية في المركز الخامس كان مصدر فخر له، خاصة في موسم كلاسيكيات رائع يمثل بداية مميزة له مع فريق الإمارات-إكس آر جي.
وبعد انتهاء السباق، تحدث بوجاكار إلى وسائل الإعلام معبرًا عن تجربته الاستثنائية في ظهوره الأول في “ملكة السباقات الكلاسيكية “.
وقال بوجاكار في تصريح له:” اليوم كان يومًا مميزًا لفريقنا، حيث تمكننا من احتلال مركزين في المراتب الخمسة الأولى. نحن متحمسون للعودة في العام المقبل بفريق قوي مجددًا، مع عزيمة كبيرة للتنافس من أجل الفوز في السنوات القادمة.”
“[وبخصوص الحادث] عندما تكون بأقصى سرعة والدراجات أمامك لا تنعطف، قد تظن أنه لا يوجد منعطف قادم. لكن فجأة تجدهم ثابتين في مكانهم … كان يجب عليّ أن أكون أكثر وعيًا بوجود المنعطف. لا توجد أعذار.”
“ماثيو بطل عظيم وأحد أفضل الدراجين في العالم. التنافس ضده شرف كبير، وإذا كنت طفلًا، لكان هو مثلي الأعلى. السباق معه يعد مصدرًا قويًا للتحفيز بالنسبة لي.
“قد تعتقد أن السباق سهل، لكن من حيث القوة، يعد هذا من أصعب السباقات التي خضتها على الإطلاق. إضافة إلى الحصى والضغط النفسي، يجعل السباق تحديًا هائلًا. هذه التجربة ستكون مفيدة في المستقبل، حيث ستجعل السباقات القادمة أقل إرهاقًا.
“عندما كنت في المقدمة مع ماثيو وجاسبر، كنت أفكر أنه ليس فكرة جيدة دخول المضمار مع اثنين من أسرع الدراجين في العالم. لذا كنت أحاول بذل قصارى جهدي لإحداث فرق.”
نتيجة سباق باريس-روبيه:
1.ماثيو فان دير بول (آلبيسين-ديكونينك) 5:31:27
2.تاديج بوجاكار (فريق الإمارات-إكس آر جي) +1:18
3.مادس بيديرسن (ليدل-تريك) +.2:11
4.ووت فان آرت (فيزما-ليس آيه بايك) نفس التوقيت
5.فلوريان فيرميش (فريق الإمارات-إكس آر جي) نفس التوقيت