News | Team يونيو 24, 2024

بوجاكار: الطريق نحو طواف فرنسا 2024

يسعى تاديج بوجاكار هذا العام إلى حفر اسمه في سجل الانجازات في رياضة الدراجات، حيث يحاول جاهداً تحقيق الفوز في كل من طواف إيطاليا وطواف فرنسا، وهو إنجاز فريد لم يحققه سوى سبعة آخرين قبله. وبينما نتابع رحلة بوجاكار إلى طواف فرنسا 2024، لا نزال نستمتع بهذا الموسم الرائع بالفعل.

 

بدأ العام بموسم السباقات الكلاسيكية الشهيرة. شارك بوجاكار في السباق الأول “ستراد بيانكي”، وأوضح نيته قبل انطلاق السباق، وذكر أنه سيبدأ هجومه في نقطة مونتي سانتا ماريا، وهو طريق شاق صاعد مليئ بالحصى بطول 11.9 كيلومتر مع ارتفاع تدريجي بنسبة 18% يقع قبل نهاية السباق بنحو 81 كيلومتر؛ ربما يرى أي دراج آخر غير بوجاكار تحدياً في هذا الطريق، لكنه اختار القيام بهجومه المنفرد في هذا المكان. وتنفيذاً لما أعلن عنه، أطلق بوجاكار على خصومه هجوماً لا هوادة فيه، مخلفاً وراءه باقي المتسابقين وهم يحاولون اللحاق به بينما يستمتع المشجعون بعرض آخر من عروض تاديج بوجاكار. وكان فوز تاديج بوجاكار في ستراد بيانكي أول انتصار له خلال الموسم، واحتفل بالفوز برفع دراجته فوق رأسه – وهو المشهد الذي اعتاد مشجعو الدراجات في جميع أنحاء العالم على رؤيته طوال العام.

 

وبالانتقال إلى طواف كتالونيا، ظل بوجاكار يستعد لسباقات جراند تور من خلال صقل مهاراته في سباق المراحل. واستمر مستواه في التحسن التدريجي بدءاً من ستراد بيانكي، وتجلى ذلك في تحقيق فوز حاسم على قمة فالتر 2000 في المرحلة الثانية. وعلى الرغم من انعدام الرؤية في الجبال، خرج بوجاكار من بين الغيوم متقدماً على المجموعة، ممسكاً بقميص الدراج المتصدر بكلا يديه. وأصبح تصدر بوجاكار واضحاً ولا يمكن اللحاق به بعد فوزه بالتصنيف العام وتصنيف النقاط والجبال، إلى جانب تحقيق ثلاثة انتصارات أخرى في سباق المراحل، مما منحه بداية قوية للموسم.

 

جاء بعد ذلك سباق لييج-باستون-لييج، وهو سباق بطعم الذكريات المختلطة بالنسبة لبوجاكار، حيث اضطر إلى الانسحاب أو عدم المشاركة في الموسمين الماضيين، لكنه عاد إلى لييج تملأه العاطفة مستعداً للسباق من أجل النصر. ملتزماً بخطة فريقه، هاجم بوجاكار على الطريق الصاعد “كوت دي لو ريدوت” قبل نهاية السباق بنحو 34 كيلومتراً. وكما هو الحال في ستراد بيانكي، لم يتمكن أحد من الدراجين من اللحاق به، فكان انطلاقاً فردياً أخر إلى خط النهاية، متغلباً على أقرب منافسيه، رومان بارديه، بفارق دقيقة و39 ثانية. وتمكن بوجاكار الذي ظهر عليه التأثر العاطفي الشديد من الفوز بسباق لييج-باستون-لييج الثاني، محتضناً فريقه عند خط النهاية، زمسجلاً فوزه التاريخي السادس، معززاً مكانته كأحد أعظم الدراجين.

 

وبمشاركته بجيرو دا إيطاليا، تمكن بوجاكار من حفر اسمه في تاريخ الطوافات الكبرى مرة أخرى حيث حقق الفوز بستة مراحل وتنافس بالقميص الوردي لمدة 20 يوماً وحقق هامش فوز مذهل بفارق 9 دقائق و56 ثانية على منافسيه، مما دعم موقفه على مدى ثلاثة أسابيع من المنافسة الشديدة. وأوضح بوجاكار نواياه بعد الانطلاق في المرحلة 1 حيث أراد أن يغتنم كل فرصة في الجيرو. وحقق فوزه الأول من أصل ستة في اليوم الثاني بعد أن وصل إلى خط النهاية على جبل سانتواريو دي أوروبا؛ وعزز سيطرته على جيرو بالفوز في سباق الزمن في المرحلة 7 بعد أن تقدم على بالبطل الإيطالي لسباق الزمن، فيليبو جانا محققاً ذلك بفارق 16 ثانية. وسجل بوجاكار انتصاراً أخر في المرحلة 8 قبل أن يظهر مستواه الرائع مرة أخرى بانتصارين متتاليين في المرحلتين 15 و16. وترقب مشجعو فريق الإمارات الآداء المميز التالي لبوجاكار في المرحلة 20 حيث أمضى يومًا شاقًا يضم صعودًا مزدوجًا إلى جبل مونتي جرابا الشهير – 18 كيلومترًا بنسبة ارتفاع تدريجي تصل إلى 8.1% مرتين. وأكد بوجاكار تفوقه مرة أخرى وهو يرتدي القميص الوردي ويتنافس على دراجته مولانجو الوردية بعد أن تقدم على منافسيه للفوز بالمرحلة قبل الأخيرة محققاً ذلك بفارق دقيقتين و7 ثواني. وبذلك اتجه فريق الإمارات إلى روما  كفائزين بسباق جيرو دا إيطاليا ومنحوا المشجعين ذكريات أحد أقوى عروض الطوافات الكبرى على الإطلاق.

 

يصب بوجاكار تركيزه الآن على طواف فرنسا، فهو يعلم أنه ليس وحيدًا في سعيه لتحقيق الفوز العظيم فينضم إليه آدم ييتس باعتباره “يده اليمنى” بالإضافة إلى خوان أيوسو وجواو ألميدا لتقديم المزيد من الدعم على المسارات الجبلية. وسيقدم مارك سولير وبافيل سيفاكوف الدعم على جميع أنواع التضاريس، بينما يقوم تيم ويلينز ونيلز بوليت بإكمال تشكيلة نجوم الفريق. إنه فريق أثبت همته مرارًا وتكرارًا، وهو على استعداد لدعم بوجاكار في التحديات التي سيواجهها في طواف فرنسا. وسيقدم طواف فرنسا 2024 مشهدًا مثيرًا، مع وجود بوجاكار في قلب الحدث والذي حقق بداية الموسم رائعة ويستمر بالمستوى الرائع حتى الآن. ومع استعداده للانطلاقة الكبرى، يوجه العالم أنظاره للمشاهدة بفارغ الصبر. هل سيستطيع بوجاكار من تحقيق فوز تاريخي مزدوج  بالطواف إيطاليا وفرنسا؟ الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك ولكن هناك شيء واحد مؤكد  وهو أن تاديج بوجاكار وفريق الإمارات على استعداد لبذل قصارى جهدهم.