News | فريق الأمارات مارس 8, 2025

بعد تعافيه، تاديج بوجاكار يستعيد لقبه في ملحمة ستراد بيانكي

Tadej Pogačar becomes only the second man to win Strade Bianche on three occasions

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، أصبح تاديج بوجاكار أول دراج في تاريخ سباق ستراد بيانكي الممتد لثمانية عشر عاماً يدافع عن لقبه، محققاً انتصاراً رائعاً بعد ظهر يوم السبت، حيث شن قائد فريق الإمارات-XRG هجوماً حاسماً قبل 18.6 كيلومتراً من خط النهاية، ليكرر سيناريو فوزه في الموسم الماضي ويصل منفرداً إلى ساحة بيازو ديل كامبو في سيينا. لكن طريقه نحو المجد لم يكن سهلاً، إذ جاء انتصاره هذه المرة بعد صراع بطولي لاستعادة توازنه عقب حادث سقوط خطير تعرض له قبل النهاية بخمسين كيلومتراً.

 

وكان السباق قد أخذ منعطفاً دراماتيكياً عندما انطلق بوجاكار في هجوم مشترك مع توم بيدكوك (من فريق Q36.5 Pro Cycling)، لكن لحظات قليلة بعد ذلك، وجد نفسه ساقطاً على الأرض في تصادم ثلاثي مع بطل نسخة عام 2023 من السباق وكونور سويفت (من فريق إينيوس جريناديرز). كان المشهد قاسياً، إذ ترك الحادث بوجاكار مصاباً بجروح وسحجات في جانبه الأيسر، ومُزقت بدلة السباق الجلدية البيضاء بالكامل، والتي لم تعد بيضاء بعد ذلك. ورغم سقوطه، أظهر بوجاكار عزيمة استثنائية، فنهض سريعاً، واستعاد سرعته، وتجاوز سويفت ليبدأ مطاردة بيدكوك، قبل أن يشن هجومه الحاسم قبل 18.6 كيلومتراً من خط النهاية.

 

مع الاقتراب من آخر 18.6 كيلومتراً، جاء الهجوم الحاسم. بوجاكار، الذي بدا وكأنه غير قابل للإيقاف رغم جروحه، تجاوز بيدكوك تاركاً إياه خلفه وسط سحابة من الغبار على الطرق المرصوفة بالحصى. ومع تقدمه بثبات، زادت الفجوة إلى أكثر من دقيقة، ليؤكد فوزه بثالث ألقابه في السباق الكلاسيكي الأشهر في توسكانا. في تلك الأثناء، كان زميله تيم ويلينز يقدم أداءً قوياً، إذ تمكن من إنهاء السباق في المركز الثالث، ليصبح مع بوجاكار أول زميلين في الفريق يصعدان معاً إلى منصة التتويج في هذا السباق منذ تسع سنوات.

 

عند دخوله سيينا، بدا المشهد وكأنه لوحة من الزمن الجميل. بوجاكار، وهو أول بطل للعالم يفوز بسباق ستراد بيانكي، دخل الساحة التاريخية مرتدياً بدلة قوس قزح بينما كانت الجماهير تصفق له بحرارة، مقدرةً المجهود الجبار الذي بذله. ورغم ألمه الواضح، لم يستطع إخفاء ابتسامته، فكتب فصلاً جديداً في مسيرته المذهلة، وأضاف اسمه إلى جانب الأسطورة فابيان كانسيلارا الذي يحمل الرقم القياسي بثلاثة انتصارات في هذا السباق.

 

ومع بداية اليوم، كانت كل الأنظار موجهة إلى بوجاكار وزملائه في فريق الإمارات-XRG، لكن الفريق لم يسمح للضغوط بالتأثير على أدائه، فقدم سباقاً مثالياً منذ الانطلاق. وعندما بدأ السباق يشتد قبل نهايته بنحو 95 كيلومتراً، كان الفريق حاضراً بقوة في المقدمة، مع أداء رائع من فلوريان فيرميرش الذي قاد المجموعة في لحظات حاسمة، مما جعل احتلاله المركز الثامن عشر في النهاية إنجازاً يستحق الإشادة.

 

وقبل نهاية السباق بنحو 81 كيلومتراً، تولى المكسيكي إسحاق ديل تورو المهمة، فارضاً إيقاعاً مرهقاً في مقدمة المجموعة، مما أدى إلى تفكيكها وجعل الصعود إلى مونتي سانتي ماري اختباراً شاقاً لجميع الدراجين. تبعه بعد ذلك تيم ويلينز الذي ضيق الخناق على المنافسين حتى بات السباق محصوراً بين بوجاكار وبيدكوك وبن هيلي (فريق إي إف – إيزي بوست) وروجر أدريا (فريق ريدبول-بورا هانزجروهي).

 

ومع تزايد التوقعات حول متى سيشن بوجاكار هجومه، حاول بيدكوك مباغتته عند الكيلومتر 78.5، وكان ذلك أول هجوم جاد في السباق، أجبر بوجاكار على بذل مجهود إضافي للبقاء على مقربة منه. وسرعان ما انفصلا عن بقية المجموعة، باستثناء كونور سويفت الذي كان يحاول التشبث بهما. ومع تجاوز آخر 70 كيلومتراً، تمكن الثلاثي من توسيع الفارق مع الدراجين الملاحقين، فيما كان ويلينز يراقب الموقف من الخلف.

 

عند الكيلومتر 49.7، وقعت اللحظة الأكثر درامية في السباق. بينما كان بوجاكار في الصدارة، انزلقت عجلة دراجته الخلفية فجأة، ليفقد توازنه وينزلق بقوة على الإسفلت، مطلقاً حالة من الذعر بين الجماهير. كان الحادث قاسياً، إذ طار إلى حافة العشب، بينما واصل بيدكوك تقدمه، واستطاع سويفت تفادي السقوط. ورغم الآلام التي تعرض لها، نهض بوجاكار بسرعة، وأعاد امتطاء دراجته الاحتياطية، وبدأ في المطاردة بلا هوادة.

 

بدافع الغريزة التنافسية، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يلحق بـسويفت ويتجاوزه، ثم يبدأ في تقليص الفجوة مع بيدكوك. ومع الوصول إلى كول بينزوتو، الجزء قبل الأخير في الطرق المفروشة بالحصى، شن بوجاكار الهجوم النهائي، مهاجماً من الوضع واقفاً على البدالات، وتاركاً بيدكوك منهكاً غير قادر على الرد. عند دخوله آخر قطاع من الحصى، كانت الفجوة قد وصلت إلى دقيقة كاملة، وأصبح الفوز مسألة وقت فقط.

 

في الخلف، استغل ويلينز الفرصة هو الآخر، فهاجم المجموعة الملاحقة ليؤمن المركز الثالث، مما جعل يوم فريق الإمارات –XRG مثالياً بوجود دراجَين على منصة التتويج.

 

على الرغم من أن سباق ستراد بيانكي لا يحمل تاريخاً طويلاً مقارنةً بالسباقات الكلاسيكية الأخرى، إلا أنه رسّخ مكانته كواحد من أكثر السباقات شهرة وإثارة، خصوصاً مع مشاهده السينمائية على طرق توسكانا المفروشة بالحصى. وعند عبور بوجاكار خط النهاية وسط هدير الجماهير، لم يكن مجرد فائز، بل بطل صنع ملحمة حقيقية، وأضاف اسمه إلى قائمة العظماء الذين كتبوا التاريخ على هذه الطرق الوعرة.

 

وبهذا الانتصار، يرفع فريق الإمارات XRG-رصيد انتصاراته لهذا الموسم إلى خمسة عشر، مما يعزز طموحاته في كسر الأرقام القياسية. أما بوجاكار، فقد أثبت مرة أخرى أنه ليس مجرد دراج استثنائي، بل مقاتل قادر على العودة من حافة السقوط لتحقيق الانتصارات.

 

عقب السباق، صرح بوجاكار قائلاً:

 

“كان سباقاً سريعاً وقوياً للغاية، حيث قام فريقي بعمل مذهل في المقدمة. أنا سعيد جداً بهذا الفوز واستمتعت بكل لحظة حتى خط النهاية، ولكن عندما تلاشى الأدرينالين، بدأت أشعر بالخدوش والجروح. بالتأكيد، ليست هذه أفضل طريقة للفوز، لكن لحسن الحظ، لم تكن الإصابات خطيرة، وسأظل أزيل الأشواك من جانبي لبضعة أيام!.

 

 

أنا على دراية جيدة بهذا الجزء من الطريق، فقد قطعته أكثر من 20 مرة في حياتي، لكن أحياناً قد تخطئ في التقدير، وهذا ما حدث عندما فقدت توازني وانزلقت. في تلك اللحظة، لم أكن متأكداً مما إذا كنت على ما يرام، واضطررت إلى تغيير الدراجة. ساورني بعض القلق، لأن السقوط يستهلك الكثير من طاقة الجسم، لكن لحسن الحظ، كنت أملك ما يكفي لإنهاء السباق، وتمكنت من ذلك. أما احتلال تيم للمركز الثالث وصعوده معي إلى منصة التتويج، فكان تتويجاً مثالياً لهذا اليوم. إنه رياضي مميز ويستحق هذا الإنجاز عن جدارة.”

 

لحسن الحظ، لم تكن هناك إصابات مقلقة، وخرج بوجاكار من السباق فقط ببضعة كدمات.

 

نتائج سباق ستراد بيانكي:

1. تاديج بوجاكار (فريق الإمارات-XRG): 5:13:58

2. توم بيدكوك (فريق إينيوس جريناديرز) + 1:24

3. تيم ويلينز (فريق الإمارات-XRG): + 2:12

Pogačar's race-winning attack came in the most spectacular fashion